تعتبر سورة البقرة من سور القرآن الكريم العظيمة، فهي سورة مدنية مليئة بالأحكام الشّرعيّة التي تهمّ المسلم في حياته، إلى جانب اشتمالها على العقائد والقصص القرآنيّة، وقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام فضل سورة البقرة في أكثر من حديث شريف، فهذه السّورة المباركة تنفر منها الشّياطين، ومن قرأها في بيته لم تقربه الشّياطين.
لقد دعا النّبي محمد صلى الله عليه و سلّم المسلمين إلى قراءتها وحثّهم على ذلك بقوله: "اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة، والبطلة هم السّحرة لعنهم الله.
سورة البقرة هي ذروة سنام القرآن، كما يمأنّها تشتمل على آيات مباركة، فخواتيم سورة البقرة وخاصّة الآيتين الأخيرتين من قرأهما في ليلة كفتاه كما قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وكذلك تشتمل سورة البقرة على أعظم آية في كتاب الله تعالى وهي آية الكرسي، وقد سمّاها النّبي الكريم وسورة آل عمران بالزّهراوين، حيث تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان تحاجّان عن صاحبهما الذي حرص على قرائتهما وحفظهما وتدبّر آياتهما. أهميّة سورة البقرة ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة قصّة سيّدنا موسى عليه السّلام مع بني إسرائيل وما لاقاه من قومه من العنت والمشقّة، وقد كان لذكر هذه القصّة تسلية لقلب النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام إلى جانب ما فيها من عبر ومواعظ كثيرة لأولي الألباب.
تحتوي سورة البقرة على أعظم آية في كتاب الله تعالى وهي آية الكرسي، وإنّ شأن هذه الآية لعظيم حيث إنّها تحمي المسلم من شرور الشّيطان ومن قرأها حين يأوي إلى فراشه لم يزل عليه من الله حافظ حتّى يصبح. ذكر الله تعالى في سورة البقرة قصّة خلق آدم عليه السلام وكيف أمر الملائكة بالسّجود له تكريماً لخلقه وتعظيماً، كما بيّنت السّورة عداوة الشيطان للبشر حيث عمل على غواية آدم وزوجه فأكلا من الشّجرة التي نهوا عنها فأخرجوا بسبب ذلك من الجنّة.
كما تتضمّن سورة البقرة على أحكام القصاص والقتل حيث يقتل الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد، إلى جانب أحكام الوصية، كما كتب الله تعالى فيها الصّيام على المسلمين مع بيان بعض أحكام الصيام، كما اشتملت على ذكر قتال المشركين مع تحريم الاعتداء وتعظيم حرمة المسجد الحرام، كما اشتملت على أحكام اليمين وأحكام الطّلاق والإيلاء وأحكام الرّضاعة وبيان تمامها وهي حولين كاملين وكذلك ذكر عدّة المتوفّي عنها زوجها وهي أربعة أشهر وعشرا. تحريم الرّبا وبيان كيف يمحقه الله تعالى وتشبيه آكل الرّبا كمن يتخبّطه الشّيطان من المسّ.